🌴من لطائف العرب (٨٠)

🌴من لطائف العرب (٨٠) 

📚 في كتاب : ” العاقبة في ذكر الموت “

لعبد الحق الإشبيلي _رحمه الله_قال :

إن رجلا كَانَ وَاقِفًا على بَاب دَاره وَكَانَ بَابه يشبه بَاب حمام مُجاور له ، فمرت بِهِ جَارِيَة لَهَا منظر ، وَهِي تَقول :

أَيْن الطَّرِيقُ إِلَى حمَّام منْجَاب ..

فَقَالَ لَهَا : هَذَا حمَّام منْجَاب … وَأَشَارَ إِلَى دَاره .. فَدخلت الدَّار ، فَدخل وَرَاءَهَا ، فَلَمَّا رَأَتْ نَفسهَا مَعَه فِي دَاره وَلَيْسَت بحمَّام علمت أَنه خدعها ، فعلمت أنه لا نجاة لها منه إلا بالحيلة والخداع ..

فأظهرت لَهُ الْبشر والفرح باجتماعها مَعَه على تِلْكَ الْخلْوَة فِي تِلْكَ الدَّار ، وَقَالَت لَهُ : يصلح أَن يكون عندنَا مَا يطيب بِهِ عيشنا وتقر بِهِ عيوننا ، من طعام وشراب .

فَقَالَ لَهَا : السَّاعَة آتِيك بِكُل مَا تريدين وَبِكُل مَا تشتهين ، وَخرج فَتَركهَا فِي الدَّار. 

فَأخذ مَا يصلح لَهما وَرجع ، وَدخل الدَّار فَوَجَدَهَا قد خرجت وَذَهَبت ، وَلم يجد لَهَا أثراً ، فهام الرجل بهَا ، وَأكْثر الذّكر لَهَا ، والجزع عَلَيْهَا ، وَجعل يمشي فِي الطّرق والأزقة وَهُوَ يَقُول :

يَا رب قائلة يَوْمًا وقد تعبت

أَيْن الطَّرِيق إِلَى حمام منْجَاب

وَفي رواية : أنه بعد أشهر مر فِي بعض الْأَزِقَّة وَهُوَ ينشد هَذَا الْبَيْت ، وَإِذا بِالجَارِيَة تجاوبه من طاق وَهِي تَقول :

هلا جعلت لَهَا إِذْ ظَفِرتَ بهَا

حرْزا على الدَّار أَو قُــفلا على الْبَاب ؟

إِنْ يَنْفَـــــد الرِّزْقُ فَالرّزَّاقُ يَخْلِفُهُ

     وَالعِرْضُ إِنْ نْفَدَ فمِنْ أَيْنَ يُنْجَابُ ؟

فَزَاد هيمانه ، وَاشْتَدَّ هيجانه ، وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى كَانَ من أمره أنه لما نزل بِهِ الْمَوْت وجاءت ساعة احتضاره ، فَقيل لَهُ قل : “لَا إِلَه إِلَّا الله ” .. فلا يستطيع ، إنما جعل يَقُول :

أَيْن الطَّرِيقُ إِلَى حمَّام منْجَاب ؟

                                 🌹قناة عناقيد الأدب🌹

https://goo.gl/F7LfJA 

💕💕💕👌🏼👌🏼💕💕💕

                            للتواصل @enaqidaladab

#من_لطائف_العرب

……

إعداد : خدمة الفوائد اللغوية

🔘واتس { 966505170307 }

🔘تويتر وانستغرام
( @fwaed_logah )

🔘فيسبوك:

https://m.facebook.com/Fwaedlogh
🔘مدونة:

https://fwaedlogah.wordpress.com/

🔘تلغرام

http://cutt.us/9aRU

أضف تعليق